بحث عن أثر إستخدام تكنولوجيا المعلومات والإنترنت في تطوير الخدمات المكتبيه ، بحث علمى كامل جاهز عن أثر إستخدام التكنولوجيا والإنترنت


            أثر إستخدام تكنولوجيا المعلومات والإنترنت في تطوير الخدمات المكتبيه
     
    مقدمة:


    هذه الدراسة تتناول أثراستخدام تكنولوجيا المعلومات والإنترنت في تطوير الخدمات المكتبية، و تداول المعلومات، وكذلك ظهور المكتبات الرقمية وتطوُّر عملية النشر الإلكتروني الرقمي. فنظراً للتطور السريع في نظم وتكنولوجيا المعلومات ، وما ترتب على ذلك من تطور وتغير وتأثير على جميع الأنشطة والقرارات وذلك خلال جميع الأنشطة وعلى كافةالمستويات، مما يصعب معه قيام هذا البحث بحصر أثر نظم وتكنولوجيا المعلومات على جميع الجوانب، فقد رأيت أن أقوم في هذا البحث – قدر المستطاع- بإظهار أثر تطور نظمالمعلومات على الخدمات المكتبية وما ترتب عليه من تطوير للخدمات المكتبية، وكذلك ظهور العديد من المفاهيم الجديدة مثل المكتبة الرقمية، ومفهوم النشر الإلكتروني؛وكذلك ظهور العديد من المشاكل والتحديات مثل مفهوم حماية حقوق الملكيةالفكرية.



    أولاً: أهميةالخدمات المكتبية:

    ظهرت الحاجة إلى الخدماتالمعلوماتية إبَّان انتهاء الحرب العالمية الثانية ، حيث ظهر مدى أهمية توافرالمعلومات، والأهم من ذلك كيفية تداول وتدوير هذه المعلومات. ولقد مرت الحضارةالبشرية بعدة مراحل؛ فأولها كانت الحضارة الزراعية، ثم الثورة الصناعية ثم ظهر الآنمفهوم الثورة الرقمية والمعلوماتية بكل ما تحتويه من مراحل تبدأ من إنتاج وتجهيزومعالجة ونشر وتوزيع وتسويق تلك الخدمات المعلوماتية .

    وتظهر أهمية نظمالمعلومات في أنَها تستخدم لاتخاذ القرارات على جميع المستويات و أن توافر هذهالمعلومات هو ما يفرق بين الإدارة بالمخاطرة المحسوبة ، والإدارة بالصوابوالخطأ.
    وقد نشأت المكتبات في القدم بداية من الآشوريين والسومريين، وأخذت فيالتطور وأصبحت مراكز لتطور العلو م والدراسة ( ) وأخذت النظم المتبعة في هذهالمكتبات من حيث التعامل مع المحتوى المكتبي أو المحتوي المعلوماتي في التطور، وذلكبهدف توفير البنية المعلوماتية وإتاحة المعلومات وسهولة تداولها .


    ثانياً : تاريخ تطور علم المكتباتوظهور علم الفهرسة :
    نظم الفهرسةالتقليدية :

    إنَ نظام الفهرسة أو التوثيق له العديد منالتعريفات، وبما أننا لسنا بصدد تعريف علم الفهرسة ؛ لأنَه ليس مجال البحث، فسوفنقدم له تعريفاً مبسطاً وهو علم السيطرة على المعلومات ( ) أي ترتيب وتصنيفالمعلومات بغض النظر عن الوعاء الذي يحتوي على هذه المعلومة ؛ سواء كان في شكل كتابأو أبحاث أو وسائط متعددة، وتتضمن عملية الفهرسة على العديد من العمليات التقنيةمثل ؛ التجميع والتخزين والفهرسة والتصنيف والتكشيف، والذي سوف يتم الاستعاضة عنهفيما بعد بما يسمى محركات البحث والمكانز الآلية والفهرسة الآلية .

    ونتيجةتكدس وتزايد حجم المعرفة على مرِ العصور أدى ذلك إلى ظهور العديد من المشاكل ؛ وهيكيفية تنظيم وإدارة المعلومات ، وتوفيرها لمتخذي القرار والباحثين، حتى أن "جوزيفهنري" وهو واحد من أهم العاملين في مجال المكتبات، وقد أسهم في أنشاء 380 مكتبة فيكلٍ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قد أعرب عن قلقه تجاه عملية التوثيق فيعام 1851 م إزاء التزايد الهائل في كم المعلومات والمصادر وقد علق على هذا قائلاً " لقد أثبتت التقديرات أنَ مقدار ما ينشر سنوياً من مصادر المعلومات ، يبلغ نحو عشرينألفاً من المجلدات ، بما فيها النشرات ، وتعد كلها إضافة إلى رصيد المعرفة البشرية، و ما لم ترتب هذه الكميات الضخمة بطريقة ملائمة فسوف يضل الباحثون سبيلهم بينأكداس الإنتاج الفكري ، كما أن تل المعلومات سوف يتداعى تحت وطأة وزنة " ( ) .

    ولذلك يمكن أن نقول أن علم التوثيق الحديث انطلق في القرن التاسع عشر ،حيث شهد هذا القرن ظهور ما يعرف بنظام ديوي للتصنيف، ووضع الأساس العلمي لعمليةالفهرسة والتوثيق والتكشيف والتحليل الموضوعي والتصنيف ، والاستخلاص وسوف نوضحبكثير من الاختصار بعض المفاهيم الأساسية في علم المكتبات، مثل:

    أ- التصنيف :هو أحد الأدوات الأساسية المستخدمة في تنظيمالمكتبات ودور الأرشيف ، ويغلب على نُظم تصنيف المكتبات ونظم تصنيف مراكز المعلوماتالصحفية الطابع الموضوعي ، والانتقال من رأس الموضوع العام إلى رؤوس الموضوعاتالفرعية ، في حين تعتمد دور الأرشيف على تصنيف الوثائق الواردة إليها وفقاً للجهةالتي أصدرتها .

    ب- الفهرسة:وهي أحد الأدواتالأساسية المستخدمة في تنظيم مواد المكتبات ودور الأرشيف، وتدل هذه النظم على طريقةوصف أوعية المعلومات وفقاً لقواعد علمية موضوعة سلفاً، بحيث تغطي وصف وعاءالمعلومات من جميع الجوانب الممكنة.
    جـ - ً المكانز : وهي النظم التي تتضمنكلمات البحث الرئيسة (الكلمات المفتاحية) والتي تستخدم في تخزين المعلومات ومن ثماسترجاعها، وغني عن البيان أنَ المكانز هي لغة مقيدة ، أي إنَ الواصفات المستخدمةفي الإدخال يجب أن تكون هي ذاتها المستخدمة في الاسترجاع .

    مما سبق نرى أنَعملية الفهرسة والتوثيق التي كانت تعتمد عليها المكتبات في بداية عهدها عمليةمعقدة، وتتطلب عاملين على خبرة عالية، ولكن المشكلة الأكبر تظهر في حالة متخذالقرار أو الباحث، والذي قد لا تتوافر لدية قدرة عالية من الخبرة في إيجاد المعلومةالمطلوبة ، وهو ما يؤدي إلى إعاقة عملية البحث.

    وكذلك ظهور بعض المشكلاتالخاصة بالتصنيف والتي تعتمد بشكل كبير على وجهة نظر وخبرةالمفهرس.


    ثالثاًً: المشكلات التيتواجه طرق البحث التقليدية داخل المكتبات:

    - المشكلات الخاصة بتصنيف الأوعية المعلوماتية :

    الأوعية التي تحتمل عدة تصانيف ؛ فمثلاً كتاب يدور حول اتخاذالقرارات الإدارية في ظل بيئة المعلومات فيصنف هذا الكتاب على أنه في علم إدارةالأعمال ولا يصنف على أنه نظم المعلومات الإدارية، عدم خبرة الباحث أو متخذ القرارالخاص بالتصنيف، فإن متخذ القرار لن يستطيع الحصول على المعلومة التي يرغببها.

    - المشكلات الخاصة بتوحيد أسماء وعناوين الأوعية :

    حيث أنه يجب أن يتم توحيد الأسماء الخاصة بالمؤلفين ؛ لأن أياختلاف في الاسم الخاص بالمؤلفين يؤدي إلى تغير ترتبه، وفقاً للحروف الهجائية والتيجرت العادة على استخدامها كوسيلة أساسية للترتيب والأرشفة .

    - المشكلات الخاصة بسرعة الوصول للمعلومة المطلوبة :

    وتمثل هذه المعلومات هذه المشكلة في بطء عملية الوصول للمعلومةالمطلوبة، حيث يتطلب هذا الأمر البحث على أساس التصنيف الموضوعي كمدخل رئيس أو كذلكالمؤلف، أو استخدام البطاقات وهو مما يتطلب جهد كبير، وكذلك امتلاك الخبرة اللازمةللقيام بهذا العمل.

    -
    المشكلات المتعلقة بتوافرالمعلومة عند الحاجة إليها :

    حيث أنَ متخذ القرار أو الباحث يكونمرتبط ارتباطاً مادياً بتواجد الوعاء الذي يحتوي على المعلومة ، وهذا لا يتوافر عندالحاجة إليه في كثير من الأوقات، حيث يكون تواجد المعلومة مرتبط بمواعيد العملالخاصة بالمكتبة، أو بتواجد الوعاء داخل المكتبة، وكذلك تقادم المعلومة المقدمة حيثتتوقف شكل المعلمة على المعلومة التي تنشر ورقية والتي قد لا ترتبط بالوقائعالفعلية والتغيرات .


    من هذا العرض نكون قد أوضحنا أهمية الخدماتالمكتبية ، وكذلك تطور العملية التقليدية للفهرسة والتصنيف ، و الصعوبات التي تواجهمتخذ القرار والباحثين بشكل عام في الوصول أو الحصول على المعلومات ، مما أدي إلىظهور الحاجة إلى تطوير الخدمات المكتبية، بحيث تتناسب مع زيادة تدفق المعلوماتوالتغير المستمر لها ، وكذلك إمكانية الإتاحة الدائمة للمعلومة، مما أدي إلى إظهارأهمية تكنولوجيا المعلومات ونظم المعلومات في تطوير الخدمات المكتبية وتداولالمعلومات. وسوف نتحدث فيما يلي عن التطورات التي نشأت من خلال دمج تكنولوجياالمعلومات بالمكتبات الحديثة، وكذلك ظهور بعض المفاهيم مثل المكتبة الرقميةوالأرشيف الرقمي، وكذلك ظهور بعض المعايير مثل حماية حقوق الملكية الفكرية، وسوفنعرض لهذه المفاهيم بشكل مختصر.



    رابعاً : ظهور وتطور نظم المعلومات وشبكة الانترنت :

    1- النشأة والتطور

    -
    كان أول ظهور لشبكة الإنترنت يرجع إلى عام "1969" بواسطةوكالة المشاريع والبحوث المتقدمة الأميريكية بوزارة الدفاع الأمريكية (DARPA) "Defense Advanced Research Projects Agency " وكان الغرض منها بناء شبكة لتداولالمعلومات بين مراكز البحوث المتعاونة مع وزارة الدفاع ، وكانت في البداية تتكونهذه الشبكة من أربعة أجهزة حاسب، ثم أخذت في التطور حتى أصبحت في عام "1972" شبكةواسعة تتكون من 37 عقدة معلوماتية، وأطلق عليها في حينئذ “ARPANET” وكان الهدفالأساسي لهذه الشبكة في البداية هو بناء نظام لتداول المعلومات عن طريق شبكة لايمكن شلها خلال ظروف الحرب، ولذلك جاء بناء الشبكة بطريقة غير مركزية خوفاً منتوجيه ضربة إلى مركز الشبكة للقضاء عليها .( )




    -
    وفي عام "1984" قامت هيئةالعلوم الوطنية "NSF" (National Science Foundation) بإنشاء خمسة حواسب فائقةالأداء باهظة التكلفة منتشرة في الولايات المتحدة سميت "NSFNET" ، واعتمدت هذهالشبكة على عدم المركزية، واعتمدت أيضا على شبكات إقليمية متصلة بنظام السلاسلومرتبطة بالسلاسل الإقليمية مما أتاح إمكانية كبيرة في تخفيف العبء عن خطوطالاتصالات، وقد انضمت العديد من الشبكات الأخرى لهذه الشبكة مثل وزارتي الصحةوالطاقة ووكالة الفضاء "NASA" .

    -
    وفي عام "1987" تم استبدال خطوط هيئهالعلوم الوطنية بخطوط تميزت بالسرعة واندمجت شبكتي “ARPANET” و "NSFNET" وأصبحتمعروفة باسم INTRNET”" وهي تتكون من عدة مواقع، كل موقع وهو عبارة عن شبكة محلية،وتتصل هذه المواقع مع بعضها البعض إمَا عن طريق الشبكة الهاتفية، أو خطوط اتصالخاصة، أو عبر الأقمار الصناعية أو الوصلات التكنولوجية .

    -
    وفي عام 1990تولت شركة "NAS" إدارة الهيكل الرئيس للشبكة وتم فتح الشبكة أمام الجهات التجارية،وبعد ذلك قامت الشركة ببيع نفسها إلى شركة "AOL" (American On Line).

    -
    وفيعام 1992 طرحت شركة "CERN" خدمة البحث العلمي "WWW" (Word Wide Web) وبلغ مستخدميالشبكة حولي 345 مليون مستخدم وتم إدخال نظام الوسائط المتعددة (Multi-media).

    وكان أهم ما يميز شبكة الإنترنت أنَها ذات بنية غير مركزيةحيث يتساوى المستثمرون العاديون مع الشركات التجارية العملاقة، وكذلك يرجع انتشارالشبكة إلى أنَ تكلفة نقل البيانات والمعلومات تكاد تكون منعدمة بالنسبة للتكلفةالسابقة، وكذلك إتاحتها لفرص تنافسية عظيمة تعظم من قيمة الشبكة .


    2- الخدمات والأدوات الأساسية للإنترنت :
    تتعددالخدمات التي يمكن الحصول عليها من شبكة الإنترنت وسوف نذكر منها أهم هذه الخدماتعلى سبيل المثال لا الحصر.

    أ*- البريد الإلكتروني (E-Mails):

    وهو إرسال واستقبال الرسائل عبر الشبكة وهو يتميز عنأسلوب إرسال الرسائل المعتاد بعدة مميزات يمكن حصرها فيما يلي:
    -
    انخفاض تكلفةإرسال الرسائل.
    -
    إمكانية استقبال الرسائل في أي وقت ومن أي مكان حيث يقومالخادم (Server) بحفظ البريد لحين الحاجة إليه أو الرغبة في الإطلاع عليه في أي وقتومن أي مكان.
    -
    يمكن إرسال نفس الرسالة إلى عدة جهات في نفس الوقت بدون الحاجةإلى كتابتها مرة أخري أو تحمل تكاليف مراسلة إضافية .
    -
    يمكن ربط بعض الملفاتبالرسالة باختلاف نوعية هذه المرفقات.
    -
    السرعة الزمنية التي يوفرها البريدالإلكتروني سواء في الإرسال أو الاستقبال.

    ب*- الإخباريات (News):

    وهو خدمة إرسال الإخباريات في جميع المجالاتسواء السياسية أو التجارية، وإمكانية تكون المجموعات الإخبارية (News Group) ،وكذلك غرف المحادثة (Chat Room) لتبادل الآراء والخبرات ، وتتميز هذه الخدمة بسرعةالتغير وفقاً للأحداث الجارية، مما يوفر عنصر السرعة في انتقال الخبر والحدث وكذلكعنصر الإتاحة في جميع الأوقات .

    جـ - برامج البحث (Searching Engine): ( )

    وهي مجموعة محركات البحث والتي تتيحلمستخدمي الشبكة البحث خلال الصفحات والمواقع على الشبكة عن المعلومات التي يرغب فيالحصول عليها ، دون الحاجة إلى المعرفة المسبقة لوجود تلك المعلومات، وهناك العديدمن محركات البحث مثل "Gopher" وهو برنامج طرحته جامعة مينسوتا عام 1991. وكذلكتطورت محركات البحث لتكون أكثر تخصصاً و وفقاً لحاجة الباحث عن المعلومة، وكذلكوجود العديد من خصائص البحث المتقدمة التي تقلل من نطاق ظهور نتائج البحث، بحيثتزيد من إمكانية استفادة الباحث من المعلومات التي يحصل عليها .

    د*- نقل الملفات "FTP" (File Transferee Protocol ):

    وهي أحد الخصائص الهامة لشبكة الإنترنت، حيث تسمح بنقلالملفات من جهاز إلى جهاز أو من الخادم الرئيس مما يمكن المستخدم من نقل الملفات،وكذلك تجديد البرامج أسرع من حفظ الملفات على الأقراص وإرسالها بالطريقةالعادية.



    هـ - المتصفح (Browser):

    هو ما يسمح للمستفيد بالبحث عن المعلومات خلال الموقعواستعراض المعلومات ومن أشهر هذه البرامج "Netscape" و ُExplorer".

    و - خاصية النفاذ (Tel net):

    هي خدمة الدخول الفعليإلى الحاسب عن بعد، واستخدامه بصورة عادية، أي يستطيع العمل على الحاسب الخاص به منعلى بعد مما يسمح بالدخول والحصول على المعلومات والخدمات.


    ز - المستعرض (Browser):

    وهي إمكانية قيام المستخدمبتصفح المواقع الإلكترونية والحصول على المعلومات والبيانات التي يرغب في الحصولعليها، وكذلك إمكانية البحث من خلالها .

    ح - الخدماتالمقدمة لمجال التجارة :

    حيث يقدم الإنترنت العديد من الخدماتبالنسبة للراغبين في الشراء والتجارة، حيث يسمح بقيام البائع والمشتري بتداول السلعمن خلال الشبكة، وكذلك تسمح الشبكة بإمكانية الاطلاع بشكل أوضح على المعروضاتومقارنة الأسعار، وكذلك يمكن أن يحصل أصحاب رؤوس الأموال على الاستشارات الخاصةبالاستثمار عن طريق الشركات التي تقدم هذه الخدمة بغض النظر عن موقع كلًً منهما،ويمكن كذلك تسوية الناحية المالية من خلال الشبكة نفسها .

    ومن هنا نجدالفوائد الهائلة التي وفرتها شبكة وأنظمة المعلومات، وقد ذكرنا أمثلة منها على سبيلالمثال ولا الحصر ، مثل الطفرة الهائلة التي وفرتها شبكة المعلومات وهو ما أدي إلىتحول حقيقي في العديد من المفاهيم مثل التسوق من خلال الشبكة(E-marketing ) وظهورالشركات الإلكترونية (Internet Business ) وكذلك التجارة الإلكترونية (E-commerce) ، وكذلك ظهور العديد من التطبيقات الخاصة بحماية المعاملات التجارية على الشبكة (Security Protocol) ، فكان من الضروري أن يكون لهذه الشبكة عظيم الأثر على الخدماتالمكتبية والنشر .


    - خامساً ظهورالنشر الإلكتروني :

    ظهر مفهوم النشر الإلكترونيكنتيجة طبيعية للتطور في نظم المعلومات ، ونظرا ً لتزايد حجم المطبوعات والمعلوماتالمتدفقة فإن عملية النشر الإلكتروني أصبحت هي الحل الأمثل للعديد من المشاكلالخاصة بالنشر العادي أو التقليدي ، فلو أخذنا على سبيل المثال شركة "SMS"وهي مؤسسةطبية تقوم بإرسال نشرات طبية دورية وتزود عملاءها بما يزيد عن 30 مليون وثيقةمطبوعة سنوياً ، فأصبح من الضروري التحول إلى عملية النشر الإلكتروني. وتستخدم هذهالمؤسسة الوسائط في نقل هذه المعلومات لما توفره هذه الوسيلة من التكاليف الخاصةبهذه الدوريات والنشرات، وأهم ما يتميز به النشر الإلكتروني ما يلي :
    1-
    توفيرنفقات الطباعة و انخفاض تكلفته بالمقارنة بأساليب النشر التقليدية، حيث أن ال (CDs) يوفر مساحة تخزينية تبلغ (MB600 )وهو ما يسمح بتحميل حوالي عدد (200.000) صفحة. وقدتطورت وسائل النشر وظهرت بعض الوسائط الجديدة مثل ال (DVD) والتي تبلغ مساحتها (GB18) أي تسمح بتسجيل ما يعادل مليوني صفحة .
    2-
    سرعة الإرسال والاستلام، ممايوفر سرعة اتخاذ القرار، وكذلك سهولة الوصول إل المعلومة.
    3-
    إمكانية تحديثالنشر بشكل مستمر وسريع، واستجابتها للتغيرات الدائمة للبيئة المعلوماتية.
    4-
    توفر إمكانية البحث السريع داخل الصفحات، وسهولة الوصول للمعلومة المطلوبة مما يوديإلى توفير وقت وجهد الباحث.
    5-
    سرعة تلبية الطلب على المواد المنشورةإلكترونياً.

    ومن هنا تظهر أهمية النشر الإلكتروني وما يوفره من مرونة وسهولةفي نقل واستقبال المعلومات حيث أن كم المعلومات أصبح في تضاعف مستمر.
    وقد ارتبطبعملية ظهور النشر الإلكتروني وتطور ظهور العديد من المفاهيم والإشكاليات المصاحبةمثل حماية حقوق الملكية، والمؤسسات (www.wipo.com) والقوانين التي تقوم بحماية حقوق المؤلف والناشروالصعوبات التي تواجه هذه المؤسسات والقوانين للحفاظ على حقوق النشروالمؤلفين.

    سادساً : أثر التطور فيتكنولوجيا المعلومات على الخدمات المكتبية :

    أدىالتطور الكبير في نظم المعلومات إلى تأثر الأنظمة المكتبية بشكل كبير جداً، وظهورالعديد من المفاهيم الجديدة مثل النشر الإلكتروني، وكذلك المكتبات الرقمية وقد أثرظهور أنظمة المعلومات على جميع المستويات المكتبية سواء في الاستراتجيات الخاصةبالمكتبة ككل أو على أنظمة العمل كما أشار "دونالد كينج-D.King " بوجود دور هام سوفتقوم به نظم الاسترجاع وعمليات النشر الإلكتروني في الخدمات المكتبية وسوف نعرضفيما يلي لبعض التغيرات التي أحدثتها أنظمة المعلومات في البيئةالمكتبية.

    1- التغيرات في الإستراتيجيات الكليةللمكتبات :

    حيث إن التوجهات الإستراتيجية للمكتبة وقد تغيرت بسببتأثر الظهور المحيطة عليها، فلم تعد تقتصر الخدمة المكتبية على مجرد توفير الأوعيةالتي تحتوي على المعلومات، ولكن أيضا أصبح من المهم تطوير خدماتها لتشمل الخدمةالمكتبية المتواكبة مع التغيرات الرقمية الهائلة والاطراد المتضاعف في المعلوماتالمتاحة والمتغيرة بشكل كبير.

    2- التغيرات في سياسةتطوير المجموعات (التزويد):

    حدث تغير جوهري في سياسية التزويدوتطوير المقتنيات الخاصة بالمكتبية ، حيث أصبح من السهل البحث في جميع القوائم التيتصدرها دور النشر. وكذلك تغير مفهوم "الاقتناء" واستبدل بمفهوم "الوصول" ، حيث أنالمكتبات أصبحت لا تركز على مجرد اقتناء المجموعات الاقتناء المادي، ولكن تسعى إلىإتاحتها من خلال الاشتراك في قواعد البيانات أو النشرات العلمية، الخاصة بالجهاتالعلمية دون الحاجة إلى وجود تلك المجموعات وجوداً مادياً داخل المكتبية، مما أديإلى سهولة الوصول إلى المعلومات، وكذلك تحديثها وانخفاض تكلفة المفاوضات الخاصةبالشراء. وكذلك فإنه يمكن إجراء المعاملات الخاصة بالشراء من خلال شبكة المعلوماتوهو ما إلي سهولة الإجراءات الخاصة بالتزويد، وكذلك تغير مفهوم سياسة تطويرالمجموعات في ظل البيئة الرقمية وأنظمة المعلومات.

    3- التغيرات المتعلقة بطرقالبحث:

    لقد أصبح من السهل الوصول إلى المعلومات داخلالمكتبية، حيث أتاحت أنظمة المعلومات أنظمة البحث داخل قواعد البيانات الخاصةبالمكتبة ، وكذلك سهولة الوصول إلى المعلومات وتحديد المصادر واستبدال أساليبالتكشيف التقليدية بقواعد البيانات الإلكترونية مما أدى إلى سرعة الوصول إلىالمعلومات وتضييق نتائج البحث بما يوفر وقت الباحث أو متخذ القرار وذلك باستخدامالأساليب المتقدمة للبحث .


    4- التغيرات المتعلقةبالنواحي الفنية:

    حيث أصبح من الممكن قيام المفهرسين والقائمينبالعمليات الفنية الاطلاع على قواعد البيانات الخاصة بالمكتبات والناشرين مثل "OCLC" و "RLIN" مما يؤدي إلى دقة عملية الفهرسة والتوثيق الخاصة بالمكتبة وكذلكتوفير الوقت والجهد للعاملين، وهذا يؤدي بالضرورة إلى دقة البيانات المتاحةوتوحيدها مع باقي الفهارس وقواعد البيانات العالمية.

    5- توفير الوثائق وتوصيلها:

    وهو أحد التطورات الهائلةفي خدمات المكتبات ومجال التبادل والإعارة ، فقد أصبح من السهل أن تقوم المكتباتبتبادل المجموعات الخاصة بها والمطبوعات الإلكترونية وإيصالها للمستفيدين في جميعأنحاء العالم. ومن أهم المؤسسات التي تقوم بذلك "The British Library Document supplies center" ويصلها خلال العام أكثر من مليون طلب للحصول على الوثائق، وتقومهذه المؤسسة بتوفير الوثائق سواء في صورتها الرقمية أو بالبريد العادي .


    سابعاً: ظهور المكتبات الرقمية (Digital Library):

    توجد العديد من التعريفات الخاصةبالمكتبة الرقمية، مثل كونها مكتبة بلا جدران، وقوامها مجموعة من المصادرالإلكترونية والتسهيلات الفنية التي تعمل وتساعد على البحث والإنتاج و تخزينواسترجاع المعلومات، ولكن فلنأخذ أكثر التعريفات دقة وهو تعريف أعضاء اتحاد المكتبةالرقمية "The digital Library Federation" – والذي يقول أن المكتبات الرقمية عبارةعن مؤسسات تحتوي على عدد من المصادر الإلكترونية ومجموعة من العاملين الذين يقومونبمهام اختيار الأوعية وحفظها واسترجاعها وتنظيمها بما يكفل إتاحة الأعمال الرقميةلمجتمع معين من المستفيدين بما يراعي الأبعاد الاقتصادية ( ). وهناك العديد منالخصائص التي تتميز بها المكتبات الرقمية عن المكتبات الأخرى منها ( ) :

    1-
    الإدارة غير المركزية لقواعد البيانات والمعلومات حيث يمكن البحث والاسترجاع من أيمكان في العالم وفي أي وقت.
    2-
    الإتاحة المستمرة للمعلومات حيث لا يوجد وقت محددللباحث أو المستفيد من المعلومات بل يمكن البحث في أي وقت.
    ج*- القدرة على تخزينكم هائل من المعلومات دون الحاجة إلى وجود المساحات الشاسعة ولكن تعتمد علىالتقنيات المتقدمة في التخزين.
    د*- القدرة على استخدام الخصائص المتقدمة للبحثداخل قواعد المعلومات والبيانات.


    ولكن هل تحلالمكتبات الرقمية محل المكتبات التقليدية ؟

    من الصعب أن تحلالمكتبات الرقمية على المدى القصير محل المكتبات المعتادة والتي تعتمد على النشرالورقي، حيث أن الوثائق الرقمية تصل بالكاد إلى 10% من أجمالي الوثائق الورقية. وترجع الصعوبات التي تواجه المكتبات الرقمية أو النشر الإلكتروني بشكل عام في الدولالعربية إلى :
    1-
    عدم تبني مفهوم إدارة المعرفة الرقمية و عدم وجود الوعيالكامل بالاتجاهات الرقمية الحديثة ومدى أهميتها .
    2-
    انخفاض نسبة المعلوماتالمنشورة نشراً إلكترونياً بالمقارنة بالنشر الورقي .
    3-
    وجود نقص في المعرفةالإلكترونية خاصة في العديد من الدول التي مازلت على أولى الخطى نحو العصرالرقمي.
    4-
    ضعف التقنيات الخاصة بالنشر الإلكتروني .
    5-
    وجود بعض الأوعيةالتي مازلت لا يمكن الاستغناء عنها مثل المصغرات الفيلمية.
    ومن هنا يجب الدمجبين الأنظمة التقليدية للأنظمة المكتبية والتي تتعامل مع المطبوعات أو الإصداراتالورقية والأنظمة الخاصة بالمكتبات الرقمية ، حيث يمكن استخدام تكنولوجيا المعلوماتفي تعظيم الفوائد من الأنظمة المكتبية. وقد أثبتت بعض الدراسات أنه يتم تضاعفالمعلومات كل سنتين تقريباً فلذلك فيجب أن يتم تنظيم المعلومات واستخدام أنظمةالمعلومات لتحقيق أقصى استفادة.


    أثر ظهور مفهوم المكتبات الرقمية على الاحتياجات الفنية لأخصائي المكتبات :

    مماسلف ذكره نجد التغير الهائل الذي طرأ على الأنظمة المكتبية نتيجة التطور الهائل فيأنظمة المعلومات ، مما أدي إلى ضرورة تطوير التدريبات التي يتلقاها أخصائي المكتباتفي العديد من المجالات ، حيث أن إدارة المكتبات الرقمية لن تكون من السهولة بحيثتقتصر على نفس إمكانات ومهارات أخصائي المكتبات التقليدية بل إن الأمر يحتاج إلىالمزيد من المهارات، وذلك أن الخدمة المكتبية لن تقتصر على التصفح المادي للأوعيةوالتصنيف والإرشاد الببليوجرافي، ولكن سوف يتطلب العديد من المهارات التقنية حيثأصبح عمل المكتبي الرقمي يعتمد على ( ):
    1-
    إعداد مخطط فني للمكتبية الرقمية .
    2-
    اختيار المجموعات الرقمية واقتنائها وحفظها وتنظيمها وإدارتها .
    3-
    تصميم واجهة تطبيق ملائمة للمستخدم (Interface).
    4-
    صياغة المعايير والسياساتالتي تضبط العمل داخل الشبكة الرقمية.
    5-
    دعم وحماية الملكية الفكرية في البيئةالرقمية للشبكة.
    6-
    اتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق أمن المعلومات.
    7-
    صياغةالمعايير والسياسات التي تضبط العمل داخل الشبكة الرقمية.
    8-
    تصميم ونقل منتجاتمعلوماتية ذات قيمة مضافة.
    9-
    وصف محتوى الأعمال الرقمية .

    ومن هنا نريأن وظيفة الخاصة بالمكتبيين قد تطورت بتطور أنظمة المعلومات مما أدي إلى ضرورةتدريب العاملين في مجال المكتبات بما يتلاءم مع المتطلبات الجديدة للخدمة المكتبيةالمتطورة .
    شارك المقال
    Mohamed Rabie
    مصري 23 سنة خبرة في بلوجر والانترنت وعلوم الحاسوب, احب البرمجه بشكل عام و هوى التدوين المعلوماتي ومساعدة الاخرين من خلال شروحات اقدمها كما لدي الخبرة و التعلم من 2007 و التمكن في 2014 و تعلم المزيد الا يومنا هذا وسوف اقدم كل ما تعلمته من خلال مدونتي هذه

    مقالات متعلقة

    إرسال تعليق